منوعات

أقوى المناظرات إلإسلاميّة

التقديم لبدء المناظرات

مقدمة مناظرة اليوم الأول

في القرن الخامس الهجري وقعت أحداث هذه المناظرة في عصر الدولة السلجوقية حيث
دخل على الملك شاه أحد العلماء الكبار(الحسين بن علي العلوي) وكان من كبار علماء الشيعة، ولما خرج العالم من عند الملك استهزأ به بعض الحاضرين .
فقال الملك: لماذا استهزأت به؟
قال الرجل: ألا تعرف أيها الملك أنه من الكفار الذين غضب الله عليهم ولعنهم؟
فقال الملك متعجبا: ولماذا؟ أليس مسلما؟
فقال الرجل: كلا إنه شيعي.
فقال الملك: وما معنى الشيعي؟ أليس الشيعة من فرق المسلمين؟
قال الرجل: كلا إنهم لا يعترفون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان.
قال الملك: وهل هناك مسلم لا يعترف بإمامة هؤلاء الثلاثة؟
قال الرجل: نعم هؤلاء الشيعة.
قال الملك: وإذا كانوا لا يعترفون بإمامة هؤلاء الصحابة فلماذا يسميهم الناس
مسلمين؟
قال الرجل: ولذا قلت لك أنهم كفار..
فتفكر الملك مليا، ثم قال: لا بد من إحضار الوزير نظام الملك لنرى جلية
الحال.
ولما جاء الوزير: نظام الملك وسأله الملك عن الشيعة: هل هم مسلمون؟
قال نظام الملك: اختلف أهل السنة فطائفة منهم يقولون أنهم مسلمون لأنهم
– أي الشيعة – يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويصلون ويصومون،
وطائفة منهم يقولون أنهم كفار.
قال الملك: وكم عددهم؟
فقال نظام الملك: لا أحصي عددهم كاملا ولكنهم يشكلون نصف المسلمين
تقريبا.
قال الملك: فهل نصف المسلمين كفار؟
قال الوزير: إن بعض العلماء يعتبرونهم كفارا وإني لا أكفرهم
قال الملك: فهل لك أيها الوزير أن تحضر علماء الشيعة وعلماء السنة لنرى
جلية الحال؟
قال الوزير: هذا أمر صعب وأخاف على الملك والمملكة؟
قال الملك: لماذا؟
قال الوزير: لأن قضية الشيعة والسنة ليست قضية بسيطة، بل هي قضية حق
وباطل قد أريقت فيها الدماء، وأحرقت فيها المكتبات، وأسرت فيها نساء وألفت فيها
كتب وموسوعات وقامت لأجلها حروب!!
تعجب الملك الشاب من هذه القضية، وفكر مليا ثم قال: أيها الوزير إنك تعلم
أن الله أنعم علينا بالملك العريض، والجيش الكثيف فلا بد أن نشكر الله على هذه
النعمة، ويكون شكرنا أن نتحرى الحقيقة ونرشد الضال إلى الصراط المستقيم، ولا بد
أن تكون إحدى هاتين الطائفتين على حق والأخرى على باطل، فلا بد أن نعرف الحق
فنتبعه ونعرف الباطل فنتركه، فإذا هيأت – أيها الوزير – مثل هذا المؤتمر وبحضور
العلماء من الشيعة والسنة بحضور القواد والكتاب وسائر أركان الدولة فإذا رأينا أن
الحق مع السنة أدخلنا الشيعة في السنة بالقوة.
قال الوزير: وإذا لم يقبل الشيعة أن يدخلوا مذهب السنة فماذا تفعل؟
قال الملك الشاب: نقتلهم!
فقال الوزير: وهل يمكن قتل نصف المسلمين؟
قال الملك: فما هو العلاج والحل؟
قال الوزير: أن تترك هذا الأمر
إنتهى الحوار بين الملك ووزيره الحكيم العالم، ولكن بات الملك تلك الليلة
متفكرا قلقا ولم ينم إلى الصباح. وفي الصباح الباكر دعى نظام الملك..
وقال الملك: لقد تفكرت في الأمر ورأيت أن نستدعي علماء الطرفين، ونرى
نحن من خلال المحادثات والمناقشات التي تدور بينهما أن الحق مع أيهما، فإذا كان
الحق مع مذهب السنة دعونا الشيعة بالحكمة والموعظة الحسنة ورغبناهم بالمال
والجاه كما كان يفعل رسول الله (ص) مع المؤلفة قلوبهم، وبذلك نتمكن من خدمة
الإسلام والمسلمين..
فقال الوزير: رأيك حسن ولكني أتخوف من هذا المؤتمر!
قال الملك: ولماذا الخوف؟
فقال الوزير: لأني أخاف أن يتغلب الشيعة على السنة وترجح احتجاجاتهم علينا
وبذلك يقع الناس في الشك والشبهة!
فقال الملك: وهل يمكن ذلك؟
قال الوزير: نعم لأن الشيعة لهم أدلة قاطعة وبراهين ساطعة من القرآن
والأحاديث الشريفة على صحة مذهبهم، وحقيقة عقيدتهم!
فلم يقتنع الملك بهذا الجواب من وزيره (نظام الملك) وقال له:
لا بد من إحضار علماء الطرفين لينكشف لنا الحق ونميزه عن الباطل، فاستمهل
الوزير الملك شهرا لتنفيذ الأمر، ولكن الملك الشاب لم يقبل ذلك..
وأخيرا تقرر أن تكون المدة خمسة عشر يوما.
وفي هذه الأيام جمع الوزير نظام الملك عشرة رجال من كبار علماء السنة الذين
يعتمد عليهم في التاريخ والفقه والحديث والأصول والجدل، كما أحضر عشرة من
كبار علماء الشيعة، وكان ذلك في شهر شعبان في المدرسة النظامية ببغداد، وتقرر أن
ينعقد المؤتمر على الشروط التالية:
أولا: أن يستمر البحث من الصباح إلى المساء باستثناء وقت الصلاة والطعام
والراحة.
ثانيا: أن تكون المحادثات مستندة إلى المصادر الموثوقة والكتب المعتبرة لا
إلى المسموعات والشائعات.
ثالثا: أن تكتب المحادثات التي تدور في هذا المؤتمر.

يُتبَع..

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى